recent
أخبار ساخنة

## ماجد كيالي يُدشن "مدونة ليست شخصية": سيرة سياسية تتقاطع مع دفاتر الزمن الفلسطيني-السوري

الصفحة الرئيسية

 

## ماجد كيالي يُدشن "مدونة ليست شخصية": سيرة سياسية تتقاطع مع دفاتر الزمن الفلسطيني-السوري

 

**مراجعة تحليلية لكتاب يوثق سبعين عاماً من الخيبات والآمال في الحركة الوطنية الفلسطينية**

 

 

### **مقدمة: السردية الشخصية في خدمة الوعي الجمعي **

 

في المشهد الثقافي والسياسي العربي، يمثل الدكتور ماجد كيالي، المفكر والكاتب الفلسطيني السوري، صوتاً نقدياً راسخاً ومجتهداً في تفكيك إشكاليات التجربة الوطنية. مؤخراً، أضاف كيالي إلى مكتبته الغنية كتاباً جديداً فريداً من نوعه، صدر عن **«دار كنعان» بدمشق**، بعنوان: **«مدونة ليست شخصية: من دفاتر الزمن الفلسطيني - السوري»**.

في المشهد الثقافي والسياسي العربي، يمثل الدكتور ماجد كيالي، المفكر والكاتب الفلسطيني السوري، صوتاً نقدياً راسخاً ومجتهداً في تفكيك إشكاليات التجربة الوطنية. مؤخراً، أضاف كيالي إلى مكتبته الغنية كتاباً جديداً فريداً من نوعه، صدر عن **«دار كنعان» بدمشق**، بعنوان: **«مدونة ليست شخصية: من دفاتر الزمن الفلسطيني - السوري»**.
## ماجد كيالي يُدشن "مدونة ليست شخصية": سيرة سياسية تتقاطع مع دفاتر الزمن الفلسطيني-السوري


## ماجد كيالي يُدشن "مدونة ليست شخصية": سيرة سياسية تتقاطع مع دفاتر الزمن الفلسطيني-السوري

يأتي هذا العمل ليمثل نقطة تقاطع دقيقة بين المذكرات الذاتية والسرد التاريخي السياسي. فكما يشير العنوان، يرفض كيالي تصنيف كتابه كسيرة ذاتية بالمعنى التقليدي، بل يقدم "سيرة شخصية انطبعت بالسياسة"، تتقاطع بشكل عميق مع تجارب جيل كامل عاش مراحل الصعود والهبوط في **التجربة الوطنية الفلسطينية** والسورية على حد سواء. إنها محاولة لكشف الخاص في الإطار العام، ولإضافة بُعد إنساني وعملي لما تناوله الكاتب سابقاً في دراساته السياسية والأكاديمية الرصينة.

  • في 247 صفحة، يقدم **ماجد كيالي** وثيقة حية، تستعرض مسار حياة مليئة بالصخب والألم، لكنها
  •  مشبعة بالرؤى النقدية والالتزام العميق بالقضايا الكبرى للأمة. هذا الكتاب ليس مجرد استحضار
  •  للماضي، بل هو محاولة لاستخلاص الدروس من مراحل النكبات والخسارات التي مرت بها
  •  **الحركة الوطنية الفلسطينية**

 منذ أواخر الستينات وحتى اللحظة الراهنة. وبذلك، يصبح هذا العمل مصدراً لا غنى عنه للباحثين والقراء المهتمين بفهم الجذور العميقة للواقع السياسي الراهن، خاصة في سياق **الشأن الفلسطيني** المعاصر.

### **البنية والمنهج تحليل الأبواب الخمسة للمدونة **

 

يُقسم كتاب **«مدونة ليست شخصية»** إلى خمسة أبواب رئيسية، تشكل خريطة زمنية وموضوعية لحياة المؤلف والتطورات التي شهدها محيطه السياسي. هذه الأبواب تعكس بوضوح انتقال الكاتب من مرحلة الانخراط المباشر في العمل التنظيمي إلى مرحلة النقد العميق والتأمل الفكري:

 

1.  **الباب الأول: التكوين والاشتباك الأولي:** يركز هذا الباب على المراحل التأسيسية لوعي الكيالي، حيث يتناول مواضيع مثل «هكذا صرت فلسطينياً»، مروراً بمرحلة الانخراط في صفوف «فتح» بالأردن، والنشاط السياسي في المرحلة الثانوية. يمثل هذا الجزء شهادة قيمة على التبلور السياسي لجيل النكسة. كما يتطرق إلى انخراطه في **«التيار النقدي في فتح»**، ويختتم بـ **«عاصفة الاجتياح»**، في إشارة محتملة إلى اجتياح بيروت أو مراحل أخرى مفصلية.

 

2.  **الباب الثاني: الجذور والامتداد الجغرافي:** بعنوان «عن أيامي الفلسطينية من اللد إلى اللد»، يمثل هذا الجزء عودة إلى الجذور الجغرافية والوجدانية، وإضاءة على تفاصيل الحياة والذاكرة التي شكلت هويته كفلسطيني مهجر.

 

3.  **الباب الثالث: رثاء الثقافة والترحال الفكري:** يحمل هذا الفصل عنواناً مؤثراً: «في رثاء الكتب والمكتبات والكتابة»، مما يؤكد الدور المركزي للثقافة والفكر في حياة كيالي، حتى في أحلك الظروف السياسية.

 

4.  **الباب الرابع: منافي الاغتراب الفكري:** يتناول الكاتب في هذا الباب فترات الترحال والاغتراب تحت عنوان: «متشرداً بين نيويورك وإسطنبول وبرلين والعودة إلى دمشق»، وهي محطات جغرافية تعكس عمق التجربة الفلسطينية في الشتات وكيف أثرت هذه المنافي على فكره النقدي.

 

5.  **الباب الخامس: التأمل والختام:** بعنوان «راحون وباقون»، وهو الجزء الذي يخصص لاستذكار الرفاق والشهداء، وتوثيق العلاقات الإنسانية التي بقيت صامدة رغم تقلبات الزمن.

 

تتيح هذه البنية للقارئ تتبع مسار الفكر الفلسطيني النقدي من رحم العمل التنظيمي إلى فضاء التأمل الفلسفي والسياسي.

 

 

### **ماجد كيالي سبعون عاماً من النقد السياسي **

 

تكتسب **«مدونة ليست شخصية»** أهميتها البالغة من كونها خلاصة تجارب سبعين عاماً، قضاها الكاتب في قلب الأحداث وفي مقدمة النقد. في مقدمة الكتاب، يعترف كيالي بأن حياته كانت "مليئة وصاخبة، ومؤلمة، ومليئة بالخيبات والخسارات والنكبات"، لكنه يصر على أن هذا العمل ليس مجرد بكاء على الأطلال، بل هو إطلالة بعين الرجاء والأمل للآتي من الأيام، خاصة **«للأولاد والأحفاد»**.

 

يؤكد كيالي أن هذا العمل هو امتداد لسجله الفكري الهائل. فمنذ بدأ الكتابة في أواخر الثمانينات، أصدر 11 كتاباً، أبرزها تلك التي تركز على **نقد التجربة الوطنية الفلسطينية**. وهنا تبرز أهمية الإشارة إلى أعماله المركزية التي شكلت مرجعيات في التحليل السياسي:

 

1.  **«نقاش السلاح... قراءة في إشكاليات التجربة العسكرية الفلسطينية»:** الذي يعد من أهم كتبه في تحليل مسار العمل المسلح.

2.  **«من نفق عيلبون إلى طوفان الأقصى... نقاش في السيرة التراجيدية للحركة الوطنية الفلسطينية» (2025):** وهو أحدث إصداراته (وفقًا لتاريخ الإشارة في النص)، ويعكس استمرارية نهجه النقدي في رصد تطورات الحركة حتى اللحظة الراهنة.

3.  **«الصدع الكبير... محنة السياسة والآيدلوجيا والسلطة في اختبارات الربيع العربي»:** الذي يوسع دائرة نقده لتشمل التحولات الكبرى في المنطقة.

 

إن هذه الخلفية الأكاديمية والبحثية هي ما يميز مدونة كيالي، حيث لا يكتفي بالقصص الشخصية، بل يضع التجربة الفردية تحت مجهر التحليل السياسي الرصين، محولاً الذات إلى أداة لدراسة العام.

 

 

### **الكيالي الصحفي توثيق الحاضر ونقده **

 

لم تقتصر مساهمات ماجد كيالي على الكتب والدراسات، بل كان له دور محوري كناقد ومحلل أسبوعي في أهم الصحف والمجلات العربية على مدى عقود. هذا الجانب من مسيرته يؤكد قدرته على التفاعل مع الأحداث الجارية وتقديم تحليل فوري ومدروس.

 

يذكر كيالي أنه قدم **«عشرات الدراسات»** في مجلات متخصصة مثل **«شؤون فلسطينية»** و**«شؤون عربية»** و**«الدراسات الفلسطينية»**. والأهم، مساهمته بمئات المقالات الأسبوعية في صحف عربية مرموقة تركت بصمتها في الفضاء الإعلامي، منها **«الحياة»**، و**«النهار»**، و**«المستقبل»**، و**«درج»**، و**«مجلة المجلة»**، و**«البيان»**، و**«الأيام»**، و**«العرب»**، و**«السفير»**.

 

  1. إن هذا الرصيد الهائل من الكتابة الصحفية والتحليلية يثبت أن **ماجد كيالي** كان وما زال شاهداً
  2.  وناقداً فعالاً في الزمن الفلسطيني-السوري، مما يمنح كتابه الجديد عمقاً مضاعفاً، فهو ليس فقط كاتب
  3.  مذكرات، بل هو مؤرخ ومحلل يستعرض مسيرته بعين الفاحص.

 

 

### **خاتمة المدونة كإضافة نوعية للسيرة السياسية **

 

في الختام، يُعد كتاب **«مدونة ليست شخصية»** بمثابة إهداء صادق **«لأصدقاء تلك الأيام»**، وجسر يربط بين الأجيال التي عايشت النكبة والجيل الذي يتطلع إلى المستقبل. يؤكد ماجد كيالي بوضوح أن الغاية ليست كتابة سيرة ذاتية مفصلة، بل هي محاولة لتقديم **«خلاصة لبعض تجارب جماعية وفردية، في السياسة وفي الحياة، في الآلام وفي الآمال»**.

 

  • تبرز قيمة الكتاب في قدرته على تذويب الحد الفاصل بين الذاتي والموضوعي، ليصبح العمل في
  •  جوهره سيرة سياسية ملتزمة، حيث تتوقف السردية الشخصية المباشرة عند اللحظة التي انتقل فيها
  •  الكاتب إلى مرحلة التركيز الكلي على الإنتاج الفكري. ولهذا يقول: **"تركت سيرتي للكتب التي
  •  أصدرتها، التي أعتبرها صورة عني"**.

 فى الختام

إن هذا الإصدار، الذي يجمع بين صدق البوح وعمق التحليل، يمثل إضافة نوعية للمكتبة العربية، وضرورة لفهم المعضلات الراهنة من منظور شخصي وسياسي عميق، قدمه واحد من أبرز نقاد التجربة الوطنية الفلسطينية المعاصرة.

## ماجد كيالي يُدشن "مدونة ليست شخصية": سيرة سياسية تتقاطع مع دفاتر الزمن الفلسطيني-السوري



author-img
Tamer Nabil Moussa

تعليقات

ليست هناك تعليقات

    google-playkhamsatmostaqltradent